شرح‏مصباح‏الشريعة ص : 189
باب بيست و ششم در بيان تفكر
قال الصّادق عليه السّلام:اعتبر بما مضى من الدّنيا، هل بقى على احد، او هل احد فيها باق، من الشّريف و الوضيع، و الغنىّ و الفقير، و الولىّ و العدوّ، فكذلك ما لم يات منها بما مضى اشبه من الماء بالماء، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: كفى بالموت واعظا، و بالعقل دليلا، و بالتّقوى زادا، و بالعبادة شغلا، و باللّه مونسا، و بالقران بيانا، و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: لم يبق من الدّنيا الا بلاء و فتنة، و ما نجا من نجا الا بصدق الالتجاء، و قال نوح عليه السّلام: وجدت الدّنيا كبيت له بابان، دخلت من احدهما و خرجت من الاخر، هذا حال نبىّ اللّه، فكيف حال من اطمانّ فيها، و ركن إليها، و ضيّع عمره في عمارتها، و مزّق دينه في طلبها، و الفكرة مراة الحسنات، و كفّارة السّيّئات، و ضياء للقلب، و فسحة للخلق، و اصابة في اصلاح المعاد، و اطّلاع على العواقب، و استزادة في العلم، و هي خصلة لا يعبد اللّه بمثلها، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: فكرة ساعة خير من عبادة سنة، و لا ينال منزلة التّفكّر الا من خصّه اللّه بنور المعرفة و التّوحيد.