شرح‏مصباح‏الشريعة ص : 163
باب بيست و دوم در آداب حج‏
قال الصّادق عليه السّلام:اذا اردت الحجّ فجرّد قلبك للّه تعالى من كلّ شاغل، و حجاب كلّ حاجب، و فوّض امورك كلّها إلى خالقك، و توكّل عليه في جميع ما يظهر من حركاتك و سكناتك، و سلّم لقضائه و حكمه و قدره، و دع الدّنيا و الرّاحة و الخلق، و اخرج من حقوق تلزمك من جهة المخلوقين، و لا تعتمد على زادك و راحلتك، و اصحابك و قوّتك، و شبابك و مالك، مخافة ان يصيروا لك عدوّا و وبالا، فانّ من ادّعى رضا اللّه و اعتمد على شي‏ء، صيّره عليه عدوّا و وبالا، ليعلم انّه ليس له قوّة و لا حيلة، و لا لاحد الا بعصمة اللّه و توفيقه، و استعدّ استعداد من لا يرجو الرّجوع، و أحسن الصّحبة، و راع اوقات فرائض اللّه و سنن نبيّه صلّى اللّه عليه و آله، و ما يجب عليك من الادب و الاحتمال، و الصّبر و الشّكر، و الشّفقة و السّخاء، و ايثار الزّاد على دوام الاوقات، ثمّ اغسل بماء التّوبة الخالصة ذنوبك، و البس كسوة الصّدق و الصّفاء، و الخضوع و الخشوع، و احرم من كلّ شي‏ء يمنعك عن ذكر اللّه، و يحجبك عن طاعته، و لبّ بمعنى اجابة صافية زاكية للّه عزّ و جلّ في دعوتك له، متمسّكا بعروته الوثقى،
شرح‏مصباح‏الشريعة ص : 164
و طف بقلبك مع الملائكة حول العرش، كطوافك مع المسلمين بنفسك حول البيت، و هرول هرولة من هواك، و تبرّيا من جميع حولك و قوّتك، فاخرج من غفلتك و زلاتك بخروجك إلى منى، و لا تتمنّ مالا يحلّ لك و لا تستحقّه، و اعترف بالخطايا بعرفات، و جدّد عهدك عند اللّه بوحدانيّته، و تقرّب إلى اللّه ذائقة بمزدلفة، و اصعد بروحك إلى الملإ الاعلى بصعودك إلى الجبل، و اذبح حنجرتى الهوى و الطّمع عند الذّبيحة، و ارم الشّهوات و الخساسة و الدّنائة و الذّميمة، عند رمى الجمرات، و الحلق العيوب الظّاهرة و الباطنة بحلق رأسك، و ادخل في امان اللّه و كنفه و ستره و كلائته، من متابعة مرادك بدخولك الحرم، و زر البيت متحقّقا لتعظيم صاحبه، و معرفة جلاله و سلطانه، و استلم الحجر رضى بقسمته، و خضوعا لعزّته، و ودّع ما سواه بطواف الوداع، و صفّ روحك و سرّك للقاء اللّه يوم تلقاه، بوقوفك على الصّفاء، و كن ذا مروّة من اللّه، تقيّا اوصافك عند المروة، و استقم على شروط حجّك هذا، و وفاء عهدك الّذى عاهدت به مع ربّك، و اوجبته إلى يوم القيامة، و اعلم بانّ اللّه تعالى لم يفترض الحجّ، و لم يخصّه من جميع الطّاعات، الا بالاضافة إلى نفسه بقوله تعالى:وَ لِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ، مَنِ اسْتَطاعَ الَيهِ سَبيلا، 3: 97و لا سنّ نبيّه صلّى اللّه عليه و آله في حلال و حرام و مناسك، الا للاستعداد و الإشارة إلى الموت، و القبر و البعث و القيامة، و فصل بيان السّابقة من الدّخول في الجنّة اهلها، و دخول النّار اهلها، بمشاهدة مناسك الحجّ من اوّلها إلى آخرها، لاولى الالباب و اولى النّهى.
شرح‏مصباح‏الشريعة ص : 163
باب بيست و دوم در آداب حج‏
قال الصّادق عليه السّلام:اذا اردت الحجّ فجرّد قلبك للّه تعالى من كلّ شاغل، و حجاب كلّ حاجب، و فوّض امورك كلّها إلى خالقك، و توكّل عليه في جميع ما يظهر من حركاتك و سكناتك، و سلّم لقضائه و حكمه و قدره، و دع الدّنيا و الرّاحة و الخلق، و اخرج من حقوق تلزمك من جهة المخلوقين، و لا تعتمد على زادك و راحلتك، و اصحابك و قوّتك، و شبابك و مالك، مخافة ان يصيروا لك عدوّا و وبالا، فانّ من ادّعى رضا اللّه و اعتمد على شي‏ء، صيّره عليه عدوّا و وبالا، ليعلم انّه ليس له قوّة و لا حيلة، و لا لاحد الا بعصمة اللّه و توفيقه، و استعدّ استعداد من لا يرجو الرّجوع، و أحسن الصّحبة، و راع اوقات فرائض اللّه و سنن نبيّه صلّى اللّه عليه و آله، و ما يجب عليك من الادب و الاحتمال، و الصّبر و الشّكر، و الشّفقة و السّخاء، و ايثار الزّاد على دوام الاوقات، ثمّ اغسل بماء التّوبة الخالصة ذنوبك، و البس كسوة الصّدق و الصّفاء، و الخضوع و الخشوع، و احرم من كلّ شي‏ء يمنعك عن ذكر اللّه، و يحجبك عن طاعته، و لبّ بمعنى اجابة صافية زاكية للّه عزّ و جلّ في دعوتك له، متمسّكا بعروته الوثقى،
شرح‏مصباح‏الشريعة ص : 164
و طف بقلبك مع الملائكة حول العرش، كطوافك مع المسلمين بنفسك حول البيت، و هرول هرولة من هواك، و تبرّيا من جميع حولك و قوّتك، فاخرج من غفلتك و زلاتك بخروجك إلى منى، و لا تتمنّ مالا يحلّ لك و لا تستحقّه، و اعترف بالخطايا بعرفات، و جدّد عهدك عند اللّه بوحدانيّته، و تقرّب إلى اللّه ذائقة بمزدلفة، و اصعد بروحك إلى الملإ الاعلى بصعودك إلى الجبل، و اذبح حنجرتى الهوى و الطّمع عند الذّبيحة، و ارم الشّهوات و الخساسة و الدّنائة و الذّميمة، عند رمى الجمرات، و الحلق العيوب الظّاهرة و الباطنة بحلق رأسك، و ادخل في امان اللّه و كنفه و ستره و كلائته، من متابعة مرادك بدخولك الحرم، و زر البيت متحقّقا لتعظيم صاحبه، و معرفة جلاله و سلطانه، و استلم الحجر رضى بقسمته، و خضوعا لعزّته، و ودّع ما سواه بطواف الوداع، و صفّ روحك و سرّك للقاء اللّه يوم تلقاه، بوقوفك على الصّفاء، و كن ذا مروّة من اللّه، تقيّا اوصافك عند المروة، و استقم على شروط حجّك هذا، و وفاء عهدك الّذى عاهدت به مع ربّك، و اوجبته إلى يوم القيامة، و اعلم بانّ اللّه تعالى لم يفترض الحجّ، و لم يخصّه من جميع الطّاعات، الا بالاضافة إلى نفسه بقوله تعالى:وَ لِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ، مَنِ اسْتَطاعَ الَيهِ سَبيلا، 3: 97و لا سنّ نبيّه صلّى اللّه عليه و آله في حلال و حرام و مناسك، الا للاستعداد و الإشارة إلى الموت، و القبر و البعث و القيامة، و فصل بيان السّابقة من الدّخول في الجنّة اهلها، و دخول النّار اهلها، بمشاهدة مناسك الحجّ من اوّلها إلى آخرها، لاولى الالباب و اولى النّهى.