شرح‏مصباح‏الشريعة ص : 143
باب نوزدهم در آداب دعا
قال الصّادق عليه السّلام:احفظ اداب الدّعاء، و انظر من تدعو؟ و كيف تدعو؟ و لما ذا تدعو؟، و حقّق عظمة اللّه و كبرياءه، و عاين بقلبك علمه بما في ضميرك، و اطّلاعه على سرّك، و ما تكنّ فيه من الحقّ و الباطل، يا اجود من اعطى، و يا خير من سئل، و يا ارحم من استرحم و يا واحد يا احد يا صمد، يا من لم يلد و لم يولد، و لم يكن له كفوا احد، يا من لم يتّخذ صاحبة و لا ولدا، يا من يفعل ما يشاء و يحكم ما يريد، و يقضى ما احبّ، يا من يحول بين المرء و قلبه، يا من هو بالمنظر الاعلى، يا من ليس كمثله شي‏ء يا سميع يا بصير، و اعرف طرق نجاتك و هلاكك، كيلا تدعو اللّه بشي‏ء عسى فيه هلاكك، و أنت تظنّ انّ فيه نجاتك، قال اللّه عزّ و جلّ:وَ يَدْعُو الانْسانُ بالشَّرّ دُعاءَهُ بالْخَيْرِ، وَ كانَ الانْسانُ عَجُولا، 17: 11و تفكّر ما ذا تسال و لما ذا تسال، و الدّعاء استجابة للكلّ منك للحقّ، و تذويب المهجة في مشاهدة الرّبّ، و ترك الاختيار جميعا، و تسليم الامور كلّها ظاهرها و باطنها إلى اللّه، فان لم تات بشرائط الدّعاء، فلا تنتظر الاجابة، فانّه يعلم السّرّ و اخفى، فلعلّك تدعوه بشي‏ء قد علم من نيّتك خلاف ذلك، و قال بعض الصّحابة لبعضهم: انتم تنتظرون المطر بالدّعاء، و انا
شرح‏مصباح‏الشريعة ص : 144
انتظر الحجر، و اعلم انّه لو لم يكن امرنا اللّه بالدّعاء لكنّا اذا اخلصنا الدّعاء تفضّل علينا بالاجابة، فكيف و قد ضمن ذلك لمن اتى بشرائط الدّعاء، سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله عن اسم اللّه الاعظم، قال: كلّ اسم من اسماء اللّه، ففرّغ قلبك عن كلّ ما سواه، و ادعه باىّ اسم شئت، فليس في الحقيقة للّه اسم دون اسم، بل هو الواحد القهّار، و قال النّبىّ صلّى اللّه عليه و آله، انّ اللّه لا يستجيب الدّعاء، عن قلب لاه، فاذا اتيت بما ذكرت لك من شرائط الدّعاء، اخلصت سرّك لوجهه، فابشر باحدى ثلاث، امّا ان يعجّل لك ما سالت، و امّا ان يدّخر لك ما هو اعظم منه، و امّا ان يصرف عنك من البلاء ما لو ارسله عليك لهلكت، قال النّبىّ صلّى اللّه عليه و آله، قال اللّه تعالى: من شغله ذكرى عن مسئلتى، اعطيته افضل ما اعطى السّائلين. و قال الصّادق عليه السّلام:
لقد دعوت اللّه فاستجاب لي، و نسيت الحاجة، لانّ استجابته باقباله على عبده عند دعوته، اعظم و اجلّ ممّا يريد منه العبد، و لو كانت الجنّة و نعيمها الابد، و لكن لا يعقل ذلك الا العالمون العارفون المحبّون العابدون، بعد صفوة اللّه و خواصّه.