شرح‏مصباح‏الشريعة ص : 69
باب هفتم در بيان لباس‏
قال الصّادق عليه السّلام:ازين اللّباس للمؤمنين لباس التّقوى، و انعمه الايمان، قال اللّه تعالى:وَ لِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ 7: 26،و امّا لباس الظّاهر فنعمة من اللّه تعالى يستر بها العورات، و هي كرامة اكرم اللّه بها ذرّيّة ادم عليه السّلام، ما لم يكرم بها غيرهم، و هي للمؤمنين آلة لاداء ما افترض اللّه عليهم، و خير لباسك ما لا يشغلك عن اللّه تعالى، بل يقرّبك من شكره و ذكره و طاعته، و لا يحملك فيها إلى العجب و الرّياء، و التّزيّن و المفاخرة و الخيلاء، فانّها من افات الدّين و مورثة القسوة في القلب، فاذا لبست ثيابك، فاذكر ستر اللّه عليك ذنوبك برحمته، و البس باطنك بالصّدق، كما البست ظاهرك بثوبك، و ليكن باطنك في ستر الرّهبة، و ظاهرك فى ستر الطّاعة، و اعتبر بفضل اللّه «عزّ و جلّ»، حيث خلق اسباب اللّباس لتستر العورات الظّاهرة، و فتح ابواب التّوبة و الانابة، لتستر بها عورات الباطن من الذّنوب و اخلاق السّوء، و لا تفضح احدا ستر اللّه عليك اعظم منه، و اشتغل بعيب نفسك، و اصفح عمّا يعنيك امره و حاله، و احذر ان يفنى عمرك بعمل غيرك، و يتّجر برأس مالك غيرك، و تهلك نفسك، فانّ نسيان الذّنب من اعظم عقوبة اللّه في العاجل، و اوفر اسباب‏
شرح‏مصباح‏الشريعة ص : 70
العقوبة في الاجل، و اشتغل بعيب نفسك، و ما دام العبد مشتغلا بطاعة اللّه و معرفة عيوب نفسه، و ترك ما يشين في دين اللّه «عزّ و جلّ»، و هو بمعزل عن الآفات غائص في بحر رحمة اللّه «عزّ و جلّ»، يفوز بجواهر الفوائد من الحكمة و البيان، و ما دام ناسيا لذنوبه، جاهلا لعيوبه، راجعا الى حوله و قوّته، لا يفلح اذا ابدا.