شرح‏مصباح‏الشريعة ص : 505
باب هشتاد و سوّم در ياد كردن مرگ‏
قال الصّادق عليه السّلام:ذكر الموت يميت الشّهوات في النّفس، و يقطع منابت الغفلة، و يقوّى القلب بمواعد اللَّه تعالى، و يرقّ الطّبع، و يكسر اعلام الهوى، و يطفئ نار الحرص، و يحقّر الدّنيا، و هو معنى ما قال النّبىّ صلّى اللَّه عليه و آله: فكر ساعة خير من عبادة سنة، و ذلك عند ما يحلّ اطناب خيام الدّنيا، و يشدّها في الاخرة، و لا يشكّ بنزول الرّحمة على ذكر الموت بهذه الصّفة، و من لا يعتبر بالموت، و قلّة حيلته، و كثرة عجزه، و طول مقامه في القبر، و تحيّره في القيامة، فلا خير فيه، قال النّبىّ صلّى اللَّه عليه و آله: اكثروا ذكر هاذم الّذّات، قيل: و ما هو يا رسول اللَّه؟ فقال: الموت، فما ذكره عبد على الحقيقة في سعة الا ضاقت عليه الدّنيا، و لا في شدّة الا اتّسعت عليه، و الموت اوّل منزل من منازل الاخرة، و اخر منزل من منازل الدّنيا، فطوبى لمن كان اكرم عند النّزول باوّلها، و طوبى لمن احسن مشايعته في اخرها، و الموت اقرب الأشياء من ولد ادم، و هو يعدّه أبعد، فما اجرا الانسان على نفسه، و ما اضعفه من خلق، و في الموت نجاة المخلصين، و هلاك المجرمين، و لذلك اشتاق من اشتقاق إلى الموت، و كره من كره، قال النّبىّ صلّى اللَّه عليه و آله: من احبّ لقاء اللَّه، احبّ اللَّه لقاءه، و من‏
شرح‏مصباح‏الشريعة ص : 506
كره لقاء اللَّه، كره اللَّه لقاءه.