شرح‏مصباح‏الشريعة ص : 491
باب هشتادم در جهاد و رياضت نفس‏
قال الصّادق عليه السّلام:طوبى لعبد جاهد للَّه نفسه و هواه، و من هزم جند نفسه و هواه ظفر برضا اللَّه، و من جاوز عقله نفسه الامّارة بالسّوء بالجهد و الاستكانة، و الخضوع على بساط خدمة اللَّه تعالى فقد فاز فوزا عظيما، و لا حجاب اظلم و اوحش بين العبد و بين اللَّه من النّفس و الهوى، و ليس لقتلهما و قطعهما سلاح و آلة مثل الافتقار إلى اللَّه، و الخشوع و الخضوع و الجوع و الظّمأ بالنّهار و السّهر بالّيل، فان مات صاحبه مات شهيدا، و ان عاش و استقام ادّى عاقبته إلى الرّضوان الاكبر، قال اللَّه تعالى:(وَ الَّذينَ جاهَدُوا فينا لَنَهْدِيَّنَهُمْ سُبُلَنا وَ انَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنينَ) 29: 69.و اذا رايت مجتهدا ابلغ منك في الاجتهاد، فوبّخ نفسك و لمها و عيّرها تحثيثا على الازدياد عليه، و اجعل لها زماما من الامر، و عنانا من النّهى، و سقها كالرّائض للفاره الّذى لا يذهب عليه خطوة من خطواتها، الا و قد صحّح اوّلها و اخرها، و كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله: يصلّى حتّى يتورّم قدماه و يقول:
أ فلا أكون عبدا شكورا؟ اراد به ان تعتبر بها امّته، و لا يغفلوا عن الاجتهاد و التّعبّد و الرّياضة بحال، الا و انَّك لو وجدت حلاوة عبادة اللَّه، و رايت بركاتها و استضات بنورها، لم تصبر عنها ساعة واحدة و لو قطعت اربا اربا،
شرح‏مصباح‏الشريعة ص : 492
فما اعرض من اعرض عنها الا بحرمان فوائد السّلف من العصمة و التّوفيق، قيل لربيع بن خثيم: ما لك لا تنام باللّيل؟ قال: لانّى اخاف البيات.