شرح‏مصباح‏الشريعة ص : 453
باب هفتاد و چهارم درباره صدق‏
قال الصّادق عليه السّلام:الصّدق نور متشعشع في عالمه، كالشّمس يستضي‏ء بها كلّ شي‏ء بمعناه، من غير نقصان يقع على معناه، و الصّادق حقّا هو الّذى يصدّق كلّ كاذب بحقيقة صدق ما لديه، و هو المعنى الّذى لا يسمع معه سواه، او ضدّه مثل آدم عليه السّلام، صدّق ابليس في كذبه حين اقسم له كاذبا لعدم ما به من الكذب في آدم عليه السّلام،وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْما، 20: 115و لانّ ابليس أبدع شيئا، كان اوّل من أبدعه و هو غير معهود ظاهرا و باطنا، فخسر هو بكذبه على معنى لم ينتفع من صدق ادم عليه السّلام على بقاء الابد، و افاد ادم عليه السّلام بتصديقه كذبه بشهادة الملائكة بنفى عزمه، عمّا يضّاد عهده في الحقيقة على معنى، لم ينتقض من اصطفائه بكذبه شيئا، فالصّدق صفة الصّادق، و حقيقة الصّدق ما يقتضى تزكية اللَّه لعبده، كما ذكر عن صدق عيسى عليه السّلام فى القيامة بسبب ما اشار إليه من صدقه، و هو مرآة للصّادقين من رجال امّة محمّد صلّى اللَّه عليه و آله، فقال اللَّه تعالى:(هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقينَ صِدْقُهُمْ) 5: 119.
و قال امير المؤمنين عليه السّلام: الصّدق سيف اللَّه في ارضه و سمائه اينما أ هوى به نفذ، فاذا اردت ان تعلم أ صادق أنت ام كاذب؟ فانظر في قصد معناك و غور دعوك، و عيّرهما بقسطاس من اللَّه عزّ و جلّ، كانّك‏
شرح‏مصباح‏الشريعة ص : 454
في القيامة، قال اللَّه تعالى:(وَ الْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ) 7: 8.فاذا اعتدل معناك بدعواك، ثبت لك الصّدق، و ادنى حدّ الصّدق ان لا يخالف اللّسان القلب و لا القلب اللّسان، و مثل الصّادق الموصوف بما ذكرنا، كمثل النّازع روحه، ان لم تنزع فما ذا يصنع؟