شرح‏مصباح‏الشريعة ص : 439
باب هفتاد و دوّم در بيان موعظه و پند
قال الصّادق عليه السّلام:احسن المواعظ ما لا يجاوز القول حدّ الصّدق، و الفعل حدّ الاخلاص، فانّ مثل الواعظ و الموعوظ كاليقظان و الرّاقد، فمن استيقظ من رقدة غفلته و مخالفاته و معاصيه، صلح ان يوقظ غيره من ذلك الرّقاد، و امّا السّائر في مفاوز الاعتداء، الخائض في مراتع الغيّ، و ترك الحياء باستحباب السّمعة و الرّياء، و الشّهرة و التّصنّع في الخلق، المتزيّى بزىّ الصّالحين، المظهر بكلامه عمارة باطنه، و هو في الحقيقة خال عنها قد غمرتها وحشة حبّ المحمدة، و غشيها ظلمة الطّمع فما افتنه بهواه، و اضلّ النّاس بمقالته، قال اللَّه عزّ و جلّ:(لَبِئْسَ الْمَوْلى‏ وَ لَبِئْسَ الْعَشيرُ) 22: 13:و امّا من عصمه اللَّه بنور التّاييد و حسن التّوفيق، و طهّر قلبه من الدّنس، فلا يفارق المعرفة و التّقى، فيستمع الكلام من الاصل، و يترك قائله كيفما كان، قال الحكماء: خذ الحكمة من افواه المجانين، قال عيسى بن مريم عليه السّلام: جالسوا من يذكّركم اللَّه رؤيته و لقاؤه فضلا عن الكلام، و لا تجالسوا من توافقه ظواهركم و تخالفه بواطنكم، فانّ ذلك لمدّعى بما ليس له، ان كنتم صادقين في استفادتكم، و اذا لقيت من فيه ثلاث خصال فاغتنم رؤيته و لقاءه و مجالسته و لو ساعة، فانّ ذلك تؤثّر
شرح‏مصباح‏الشريعة ص : 440
في دينك و قلبك و عبادتك، قول لا يجاوز فعله، و فعل لا يجاوز صدقه، و صدق لا ينازع ربّه، فجالسه بالحرمة، و انتظر الرّحمة و البركة، و احذر لزوم الحجّة عليك، و راع وقته كى لا تلزمه فتخسر، و انظر إليه بعين فضل اللَّه تعالى عليه، و تخصيصه له، و كرامته ايّاه.