شرح‏مصباح‏الشريعة ص : 283
باب چهل و چهارم در آداب خواب‏
قال الصّادق عليه السّلام:نم نومة المتعبّدين، و لا تنم نوم الغافلين، فانّ المتعبّدين الاكياس ينامون استرواحا، و لا ينامون استبطارا. قال النّبىّ صلّى اللّه عليه و آله: تنام عينى و لا ينام قلبى، و انو بنومك تخفيف مؤنتك على الملائكة، و اعتزال النّفس عن شهواتها، و اختبر بها نفسك، و كن ذا معرفة، بانّك عاجز ضعيف لا تقدر على شي‏ء من حركاتك و سكونك، الا بحكم اللّه و تقديره، فانّ النّوم اخو الموت، فاستدلّ بها على الموت الّذى لا تجد السّبيل إلى الانتباه فيه، و الرّجوع الى اصلاح ما فات عنك، و من نام عن فريضة او سنّة او نافلة فاتته بسببها، فذلك نوم الغافلين، و سيرة الخاسرين، و صاحبه مفتون، و من نام بعد فراغه من اداء الفرائض و السّنن، و الواجبات من الحقوق، فذلك نوم محمود، و انّى لا اعلم لاهل زماننا هذا شيئا، اذا اتوا بهذه الخصال اسلم من النّوم، لانّ الخلق تركوا مراعاة دينهم، و مراقبة احوالهم، و اخذوا شمال الطّريق، و العبد ان اجتهد ان لا يتكلّم، كيف امكنه ان لا يستمع الا ما له مانع من ذلك، و انّ النّوم خير من اخذ تلك الآلات في معاصى اللّه. قال اللّه عزّ و جلّ:انَّ السَّمْعَ وَ الَبَصَرَ وَ الْفُؤادَ، كُلُّ اولئِكَ كانَ عَنْهُ‏
شرح‏مصباح‏الشريعة ص : 284
مَسْؤُلا، 17: 36و انّ في كثرته افات و ان كان على سبيل ما ذكرناه، و كثرة النّوم يتولّد من كثرة الشّرب، و كثرة الشّرب من كثرة الشّبع، و هما يثقلان النّفس عن الطّاعة، و يقسيان القلب عن التّفكّر و الخضوع، و اجعل كلّ نومك اخر عهدك من الدّنيا، و اذكر اللّه بقلبك و لسانك، و خف اطّلاعه على سرّك، و اعتقد بقلبك مستعينا به في القيام إلى الصّلوة اذا انتبهت، فانّ الشّيطان يقول لك: نم فانّ لك بعد ليلا طويلا، يريد تفويت وقت مناجاتك، و عرض حالك على ربّك، و لا تغفل عن الاستغفار بالاسحار، فانّ للقانتين فيه اشواقا.