شرح‏مصباح‏الشريعة ص : 255
باب سى و نهم در بيان وسوسه‏
قال الصّادق عليه السّلام:لا يتمكّن الشّيطان بالوسوسة من العبد الا و قد اعرض عن ذكر اللّه، و استهان بامره، و اسكن إلى نهيه، و نسى اطّلاعه على سرّه، و الوسوسة ما يكون من خارج القلب باشارة معرفة القلب، و مجاورة الطّبع، و امّا اذا تمكّن في القلب فذلك غىّ و ضلالة و كفر، و اللّه عزّ و جلّ دعى عباده بلطف دعوته، و عرّفهم عداوة ابليس، فقال عزّ من قائل:«انَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوُّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّا» 35: 6.فكن معه كالغريب مع كلب الرّاعى، يفزع إلى صاحبه في صرفه عنه، و كذلك اذا اتاك الشّيطان موسوسا ليضلّك عن سبيل الحقّ، و ينسيك ذكر اللّه، فاستعذ منه بربّك و ربّه، فانّه يؤيّد الحقّ على الباطل، و ينصر المظلوم، بقوله عزّ و جلّ:«انَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذينَ امَنُوا وَ عَلى‏ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ» 16: 99.و لن تقدر على هذا و معرفة اتيانه، و مذاهب وسوسته، الا بدوام المراقبة، و الاستقامة على بساط الخدمة، و هيبة المطّلع، و كثرة الذّكر، و امّا المهمل لاوقاته فهو صيد الشَّيطان، و اعتبر بما فعل بنفسه من الاغواء و الاستكبار حيث غرّة، و اعجبه عمله و عبادته، و بصيرته و جراته (عليه)، قد اورثه علمه و معرفته، و استدلاله بمعقوله، اللّعنة عليه إلى الابد، فما
شرح‏مصباح‏الشريعة ص : 256
ظنّك بنصيحته و دعوته غيره؟، فاعتصم بحبل اللّه الاوثق، و هو الالتجاء و الاضطرار بصّحة الافتقار إلى اللّه في كلّ نفس، و لا يغرنّك تزيينه الطّاعات عليك، فانّه يفتح لك تسعة و تسعين بابا من الخير، ليظفر بك عند تمام المائة، فقابله بالخلاف و الصّدّ عن سبيله، و المضادّة باهوائه.